فقيدنا الجلل الاستاذ والاخ العزيز ناصر أبوبكر..
سلام عليك في كنف الرحمن..
سلام عليك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
سلام عليك وأنت ترقد مطمئنا بعد أن قدمت في رحلة حياتك الكثير..
العلم الذي ينتفع به..ومدد الحسنات يصلك فعملك غير منقطع يا أخي..
بشراك بهذا..
وآلاف الأبناء والبنات من تلاميذك وتلميذاتك وطلابك وطالباتك يدعون لك..
ومئات المعلمين ممن رافقوك خلال مسيرتك يدعون لك..وحزنت قلوبهم ودمعت أعينهم لفراقك..
أخي ناصر ابو بكر ابراهيم طه..تعود معرفتي به لمطلع سبعينيات القرن الماضي..حيث كنا الدفعة المؤسسة لمدرسة الصحافة غرب مربع ١٨ الإبتدائية بنين وبنات..في يوليو ١٩٧٢ كانت الانطلاقة..والمعلومة التي تخفي عليكم هو أن الفقيد كان توأما..وكان توأمه يسمي ياسر..وكان نشطا بينما يميل ناصر للهدوء..درسا معا السنة الاولي..ولكن في العطلة الصيفية توفي توأمه ياسر..وكان له أثرا عميقا وممتدا علي اخونا ناصر..فكان لايجيب علي سؤالنا عندما افتقدنا ياسر في السنة الثانية ويغادرك فورا دونما اجابة وهو متضايق..الي ان علمنا من بعض الاخوة بالمدرسة من سكان الصحافة غرب مربع ٢١ بأن ياسر قد غادر هذه الفانية..وسارت بنا سنوات الإبتدائية الستة..وافترقنا بعدها في المرحلة المتوسطة ولكن التواصل كان موجودا بحكم تجاور مربعاتنا ٢٠ و ٢١ ..وضمنا فصل واحد مرة أخري في مدرسة الخرطوم الجديدة الثانوية..وإمتدت لسنوات ثلاث إنتهت في مارس ١٩٨٤بإمتحانات الشهادة الثانوية..بالتالي تزاملنا في مقاعد الدراسة لمدة تسعة أعوام..
تفرقت بنا السبل..فسلك درب التدريس..وسلكت بجانب عملي الاعلامي ايضا درب التدريس في معهد الصحافة غرب مربع ٢٠ مع تلك الكوكبة النيرة التي مثلت أساسا لثانوية الصداقة الخاصة..منذ عام ١٩٨٤ جمعنا الخير معا ومازال الي ان يسترد الله أمانته..وقد رحل عنا خلال مسيرتنا الاستاذ المهندس الاخ العزيز فتحي صديق محمد عثمان شقيق الاستاذ الجليل عبدالحميد صديق..وهو زميل دراسة ممتدة لسنوات ستة في المتوسطة بالصحافة غرب والثانوية بالخرطوم الجديدة بجانب الجيرة بمربع ٢٠ لعشرات السنوات..نسأل الله ان يشمله برحمته ومغفرته..وكذلك رحل عنا الاستاذ عثمان محمد نور وقد كان من الرعيل الأول المؤسس لمعهد ٢٠..وهو من سكان ٢٠ وزميل دراسة للاخ العزيز الاستاذ عبدالكريم احمد احمد عيسي «كرمي» والأخ العزيز الاستاذ عبدالحميد صديق..وكانوا معنا بالدفعات السابقة لنا في الصحافة المتوسطة والخرطوم الجديدة والمقرن الثانوية..
وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي..كان إلزاميا قيام دورات حتمية في الدفاع الشعبي للعاملين بالدولة..وكان من ضمنهم الاخ الاستاذ العزيز صبري ذوالنون معلم اللغة الانجليزية بالمعهد..فكان خيارا صعبا أمامنا وكان هنالك إجتماعا خاصا لترتيب الأمر للإستعانة بمعلم للمادة..وتم إستبعاد خيارات كثيرة طرحت..ولكنني قدمت إقتراحا بإسم الصديق الخلوق ناصر ابوبكر..فكانت الموافقة بالإجماع..وكانوا كلهم شوق لسماع إجابته لطلبنا لسد تلك الثغرة خلال شهور الدفاع الشعبي لصبري..وكلفت بتوصيل الطلب للاخ ناصر..وحقيقة مسؤولية تعليم البنات تتطلب كادرا أمينا وأخلاقا حميدة..حيث يؤتمن الناس بناتهم عندنا..وحسب معرفتي بالاخ ناصر..فقد كانت تحركاته محدودة من المدرسة للمنزل..ولايمكن ان تشاهده يجلس كعادة الشباب في الطرقات..ناهيك عن سلبيات الشباب الاخري..فقد كان نموذجا للشاب المحترم الملتزم الجاد طوال حياته.
فكانت مسيرة ناصر معنا في هيئة تدريس معهد ٢٠ وتواصلت حتي بعد عودة صبري من الدفاع الشعبي..وإمتدت عبر مختلف المواقع بنادي ٢٠ والفتح وساتي ومن ثم ثانوية الصداقة الخاصة التي ضحي من اجلها مقدما استقالته من التدريس بوزارة التربية والتعليم..مواصلا بيقين معنا في ظروف صعبة كان يعلمها جيدا وعدد قليل جدا من الطالبات كان لايتجاوز السبعة في الصف الاول..وقدم فيها الكثير من الخدمات الادارية وكيلا ومديرا للمدرسة..ومعلما للتربية الاسلامية واللغة الانجليزية بجانب الأعمال الإدارية..منذ الصباح الباكر وحتي ساعات متأخرة من الليل..كان ناصر كثيرا مايقوم بأعمال المدرسة..وقد خفف عنه الضغط لاحقا إنضمام الأخ العزيز الاستاذ الجليل هاشم سر الختم ومن بعده الاخ العزيز الاستاذ الجليل حسن ابوشريعة..
ورحل ناصر في صمت..
والبسمة التي يستقبلك بها..
ولا أنسي ماحييت سلامه المتميز علي شخصي الضعيف عند حضوري صباح كل ثلاثاء لتقديم حصص الحاسوب والفنون..اذ يسلم علي بإسمي الرباعي«طارق نصر عثمان فضل»..ينطقها قبل أن تمتد يده بالسلام علي..وكنت ارد عليه مداعبا باسمه الثلاثي متعمدا ادخال اسم خاطيء مثل ناصر ابوبكر اسماعيل..فيبتسم..هكذا كان سلامه خلال فترة مزاملته في التدريس..
كان عليه رحمة الله من الذين يحبون التواصل الاجتماعي خاصة مع زملاء الدراسة السابقين..بالتالي كانت أخبارهم تتوفر عنده..فيمدني بها كلما جلسنا معا..مذكرني بأن فلانا..بإسمه الرباعي..وقد يكون متلاشيا في ذاكرتي الخربة..بأنه التقاه الاسبوع الماضي..او قبل يومين..حتي الاستاذة الاجلاء لمختلف المراحل التي درسناها كانت اخبار بعضهم عند ناصر..
ورحل ناصر بهدوء
كعادته..
وهو مشفق علينا ونحن نكدح صباحا ومساءا..
وشاي المغرب بالحليب الذي كان يصر عليه عندما نزوهم في المنزل..
وخلال مؤانسته كان لايتطرق أبدا لغيبة أو نميمة..وواضحا في آراءه وحازما في أموره..لايجامل..
وهذه شهادة بأنه لم يكن يغضب مني ابدا..في المزاح او حتي في المواقف التي أحتد معه فيها..كان حليما..عليه رحمة الله
ورحل ناصر..
وفي النفس حسرة علي فراقه..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
هي كلماتي أسطرها هنا..لأنها كانت مستحيلة كي تقدم في برنامج التأبين..فالدموع كانت ستكون اللغة الوحيدة ان وقفت مؤبنا..ناصر التوم..الذي لحق بياسر بعد أربعة عقود..
والعهد يتجدد من أسرة الفقيد عبدالعظيم وسيف الدين وصابر وخالد..بأن يمتد تواصلهم مع أسرة ثانوية الصداقة..وفي هذا عزاؤنا..فناصر حاضر بيننا في وقفتهم معنا..
رحم الله ناصر..النموذج الطيب
والمعدن النادر الذي قل ماتجده في هذا الزمان..
ونسأل الله أن يصبر أسرته وأسرة المدرسة..
محزونون لفراقك ياناصر
محزونون لفراقك ياناصر
السلام عليك..
طارق نصر عثمان فضل..٢٦ يوليو ٢٠١١م-يوم الثلاثاء إيضا..
سلام عليك في كنف الرحمن..
سلام عليك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
سلام عليك وأنت ترقد مطمئنا بعد أن قدمت في رحلة حياتك الكثير..
العلم الذي ينتفع به..ومدد الحسنات يصلك فعملك غير منقطع يا أخي..
بشراك بهذا..
وآلاف الأبناء والبنات من تلاميذك وتلميذاتك وطلابك وطالباتك يدعون لك..
ومئات المعلمين ممن رافقوك خلال مسيرتك يدعون لك..وحزنت قلوبهم ودمعت أعينهم لفراقك..
أخي ناصر ابو بكر ابراهيم طه..تعود معرفتي به لمطلع سبعينيات القرن الماضي..حيث كنا الدفعة المؤسسة لمدرسة الصحافة غرب مربع ١٨ الإبتدائية بنين وبنات..في يوليو ١٩٧٢ كانت الانطلاقة..والمعلومة التي تخفي عليكم هو أن الفقيد كان توأما..وكان توأمه يسمي ياسر..وكان نشطا بينما يميل ناصر للهدوء..درسا معا السنة الاولي..ولكن في العطلة الصيفية توفي توأمه ياسر..وكان له أثرا عميقا وممتدا علي اخونا ناصر..فكان لايجيب علي سؤالنا عندما افتقدنا ياسر في السنة الثانية ويغادرك فورا دونما اجابة وهو متضايق..الي ان علمنا من بعض الاخوة بالمدرسة من سكان الصحافة غرب مربع ٢١ بأن ياسر قد غادر هذه الفانية..وسارت بنا سنوات الإبتدائية الستة..وافترقنا بعدها في المرحلة المتوسطة ولكن التواصل كان موجودا بحكم تجاور مربعاتنا ٢٠ و ٢١ ..وضمنا فصل واحد مرة أخري في مدرسة الخرطوم الجديدة الثانوية..وإمتدت لسنوات ثلاث إنتهت في مارس ١٩٨٤بإمتحانات الشهادة الثانوية..بالتالي تزاملنا في مقاعد الدراسة لمدة تسعة أعوام..
تفرقت بنا السبل..فسلك درب التدريس..وسلكت بجانب عملي الاعلامي ايضا درب التدريس في معهد الصحافة غرب مربع ٢٠ مع تلك الكوكبة النيرة التي مثلت أساسا لثانوية الصداقة الخاصة..منذ عام ١٩٨٤ جمعنا الخير معا ومازال الي ان يسترد الله أمانته..وقد رحل عنا خلال مسيرتنا الاستاذ المهندس الاخ العزيز فتحي صديق محمد عثمان شقيق الاستاذ الجليل عبدالحميد صديق..وهو زميل دراسة ممتدة لسنوات ستة في المتوسطة بالصحافة غرب والثانوية بالخرطوم الجديدة بجانب الجيرة بمربع ٢٠ لعشرات السنوات..نسأل الله ان يشمله برحمته ومغفرته..وكذلك رحل عنا الاستاذ عثمان محمد نور وقد كان من الرعيل الأول المؤسس لمعهد ٢٠..وهو من سكان ٢٠ وزميل دراسة للاخ العزيز الاستاذ عبدالكريم احمد احمد عيسي «كرمي» والأخ العزيز الاستاذ عبدالحميد صديق..وكانوا معنا بالدفعات السابقة لنا في الصحافة المتوسطة والخرطوم الجديدة والمقرن الثانوية..
وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي..كان إلزاميا قيام دورات حتمية في الدفاع الشعبي للعاملين بالدولة..وكان من ضمنهم الاخ الاستاذ العزيز صبري ذوالنون معلم اللغة الانجليزية بالمعهد..فكان خيارا صعبا أمامنا وكان هنالك إجتماعا خاصا لترتيب الأمر للإستعانة بمعلم للمادة..وتم إستبعاد خيارات كثيرة طرحت..ولكنني قدمت إقتراحا بإسم الصديق الخلوق ناصر ابوبكر..فكانت الموافقة بالإجماع..وكانوا كلهم شوق لسماع إجابته لطلبنا لسد تلك الثغرة خلال شهور الدفاع الشعبي لصبري..وكلفت بتوصيل الطلب للاخ ناصر..وحقيقة مسؤولية تعليم البنات تتطلب كادرا أمينا وأخلاقا حميدة..حيث يؤتمن الناس بناتهم عندنا..وحسب معرفتي بالاخ ناصر..فقد كانت تحركاته محدودة من المدرسة للمنزل..ولايمكن ان تشاهده يجلس كعادة الشباب في الطرقات..ناهيك عن سلبيات الشباب الاخري..فقد كان نموذجا للشاب المحترم الملتزم الجاد طوال حياته.
فكانت مسيرة ناصر معنا في هيئة تدريس معهد ٢٠ وتواصلت حتي بعد عودة صبري من الدفاع الشعبي..وإمتدت عبر مختلف المواقع بنادي ٢٠ والفتح وساتي ومن ثم ثانوية الصداقة الخاصة التي ضحي من اجلها مقدما استقالته من التدريس بوزارة التربية والتعليم..مواصلا بيقين معنا في ظروف صعبة كان يعلمها جيدا وعدد قليل جدا من الطالبات كان لايتجاوز السبعة في الصف الاول..وقدم فيها الكثير من الخدمات الادارية وكيلا ومديرا للمدرسة..ومعلما للتربية الاسلامية واللغة الانجليزية بجانب الأعمال الإدارية..منذ الصباح الباكر وحتي ساعات متأخرة من الليل..كان ناصر كثيرا مايقوم بأعمال المدرسة..وقد خفف عنه الضغط لاحقا إنضمام الأخ العزيز الاستاذ الجليل هاشم سر الختم ومن بعده الاخ العزيز الاستاذ الجليل حسن ابوشريعة..
ورحل ناصر في صمت..
والبسمة التي يستقبلك بها..
ولا أنسي ماحييت سلامه المتميز علي شخصي الضعيف عند حضوري صباح كل ثلاثاء لتقديم حصص الحاسوب والفنون..اذ يسلم علي بإسمي الرباعي«طارق نصر عثمان فضل»..ينطقها قبل أن تمتد يده بالسلام علي..وكنت ارد عليه مداعبا باسمه الثلاثي متعمدا ادخال اسم خاطيء مثل ناصر ابوبكر اسماعيل..فيبتسم..هكذا كان سلامه خلال فترة مزاملته في التدريس..
كان عليه رحمة الله من الذين يحبون التواصل الاجتماعي خاصة مع زملاء الدراسة السابقين..بالتالي كانت أخبارهم تتوفر عنده..فيمدني بها كلما جلسنا معا..مذكرني بأن فلانا..بإسمه الرباعي..وقد يكون متلاشيا في ذاكرتي الخربة..بأنه التقاه الاسبوع الماضي..او قبل يومين..حتي الاستاذة الاجلاء لمختلف المراحل التي درسناها كانت اخبار بعضهم عند ناصر..
ورحل ناصر بهدوء
كعادته..
وهو مشفق علينا ونحن نكدح صباحا ومساءا..
وشاي المغرب بالحليب الذي كان يصر عليه عندما نزوهم في المنزل..
وخلال مؤانسته كان لايتطرق أبدا لغيبة أو نميمة..وواضحا في آراءه وحازما في أموره..لايجامل..
وهذه شهادة بأنه لم يكن يغضب مني ابدا..في المزاح او حتي في المواقف التي أحتد معه فيها..كان حليما..عليه رحمة الله
ورحل ناصر..
وفي النفس حسرة علي فراقه..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
هي كلماتي أسطرها هنا..لأنها كانت مستحيلة كي تقدم في برنامج التأبين..فالدموع كانت ستكون اللغة الوحيدة ان وقفت مؤبنا..ناصر التوم..الذي لحق بياسر بعد أربعة عقود..
والعهد يتجدد من أسرة الفقيد عبدالعظيم وسيف الدين وصابر وخالد..بأن يمتد تواصلهم مع أسرة ثانوية الصداقة..وفي هذا عزاؤنا..فناصر حاضر بيننا في وقفتهم معنا..
رحم الله ناصر..النموذج الطيب
والمعدن النادر الذي قل ماتجده في هذا الزمان..
ونسأل الله أن يصبر أسرته وأسرة المدرسة..
محزونون لفراقك ياناصر
محزونون لفراقك ياناصر
السلام عليك..
طارق نصر عثمان فضل..٢٦ يوليو ٢٠١١م-يوم الثلاثاء إيضا..
